الطباق والإيجاز والإطناب:
واعتبر هذا
الأصل بما كان من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لما أراد أَن يَكتب إلى
مَلك فارس اختار أسهل الألفاظ وأَوضحها فقال:
|
|||
"من محمد رسول الله
إلى كسرى عظيم فارس سلامٌ على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وأدعوكَ
بدِعايةِ الله، فإني أنا رسول الله إلى الخلق كافَّة لينذر من كان حيا ويحِق
القولُ على الكافرين، فأسلمْ تسلم، فإِن أَبيْتَ فإِثمُ المجوس عليك ".
|
|||
وحين أراد أَن يكتب
إلى أُكيدر صاحبِ دومة الجندل فَخَّم الأَلفاظ وأتى بالجزْل النادر فقال:
|
|||
" من محمد رسول الله لأُكيدر حين
أَجاب إلى الإِسلام وخلع الأَنداد والأَصنام إن لنا الضَاحيةَ[3]
من البَعْل [4]والبُور
[5]
والمَعامى [6]
وأغفال الأَرض [7]
والْحَلقةَ [8]
والسلاح، ولكم الضَّامنةُ من النَخل [9]والمعين
[10]
من المعمور، لا تُعدل سارحتكم [11]،
ولا تُعَدُّ فاردتُكم [12]
ولا يحظَرُ عليكم النبات تقيمون الصلاة لوقَتها وتؤدون الزكاة، عليكم بذلك عهد
الله وميثاقه".
|
|||
وتكون مطابقة
الكلام لمقتضى الحال أيضاً فما يتصرف فيه القائل من إيجاز وإطناب: فللإيجاز
مواطنه، وللإطناب مواقعه، كل ذلك على حسب حال السامع وعلى مقتضى مواطن
القول؛ فالذكي الذي تكفيه اللمحة يحسن له الإيجاز، والغبي أو المكابر يجمل
عند خطابه الإطناب والإسهاب.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليق