أهمية الصمت *
(لزكريا إبراهيم)
قد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال يوماً لعمه العباس: "يعجبني جمالك". قال وما جمال الرجل يا رسول
الله؟ قال: "لسانه". وهكذا كان جمال الرجل في رأي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وثيق الصلة بفصاحة لسانه، ورجاحة عقله.
وإلى هذا المعنى ذهب الإمام علي كرم الله
وجهه حين قال:" لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه".
والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مشاورة وروية، والأحمق تسبق سقطات
لسانه مراجعة فكره. فكان لسان العاقل تابعًا لقلبه وكان قلب الأحمق تابعًا
للسانه.
ولعل هذا ما عناه الجاحظ حين قال:"
إن للكلام غاية، ولنشاط السامعين نهاية، وما فَضُل عن الاحتمال ودعا إلى
الاستثقال والملال فذلك هو الهَذَر. وإن ابتغيت الصمت فاعلم أن للصمت ضروبًا،
فقد ورد في امتداحه أقاويل منها:" أن رجلًا سأل أحد حكماء العرب متى أتكلم؟
فقال : إذا اشتهيت الصمت. وعاد الرجل يسأله ومتى أصمت؟ فقال: إذا اشتهيت
الكلام".
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليق